1
منتصف اغسطس ..
الحرارة لافحة لا ترحم ..
مؤسسة حكومية مهترئة ..
موظفيها ارتدوا قناعا من البؤس الوظيفي ..
بألسنة تتشدق بمن تغيب اليوم .. او تغيبت !
زوجها اخرق او ابنها فاشل او ابنتها (عنست )
او حذائها لم يتغير من سنوات !!
هي تتجنبهم .. تجلس منفرده في معزل لن يحميها
الا قليلا ..
هي صامتة لكنها لا تسطيع اخفاء مظاهر
الاربعون عاما .. ولا اختفاء الدبل .. ولا ذبول السهر
هي فقط تختلس نظرات من بعيد .. تنتظر ان يمر
.. نظره فقط تكفيها
تكفي لبناء قصور عملاقة من احلام اليقظة
والنوم وما بينهما .. وان كانت قصور رمال بعمر قصير
هو يكبرها ببضع سنوات .. بدأ الشيب يكتسح ما
تبقى من سواد رأسه بعد معركة الصلع ..
هي لا ترى تجاعيد عينه .. ولا ترى كرشه
الممتد .. ولا ترى عرجه الواضح
هي تراه مناسبا لبناء الاحلام .. تراه وسيما
جذابا كاملا يلبي احتياجها
لم تتخذ اي خطوة .. ولن تفعل .. هي خجوله وصامته و (جبانه ) ..
يبدو انه مثلها .. يشبهها من حيث الخجل
والصمت و (الجبن ) !!
وقمة التغير حدثت يومها .. في منتصف اغسطس ..
حينما رفعت عينها
فوجدته امام مكتبها .. مبتسما ابتسامه لطيفة
.. متأهبا للكلام
و ...
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق